الاثنين، 19 ديسمبر 2016

انقطاعُ النَّفَس الانسدادي النومي



انقطاعُ النَّفَس الانسدادي النومي

 obstructive sleep apnoea (OSA) هو حالةٌ تحدث فيها رخاوة وتضيُّق في جدران الحلق في أثناء النوم، ممَّا يؤدِّي إلى انقطاع التنفُّس الطبيعي.
يوجد نوعان من انقطاع النَّفَس يُوصَفان بانقطاع النَّفس الانسدادي النومي، وهما:
انقطاع النفس apnoea، حيث تسترخي وتنخمص العضلات والأنسجة الرخوة في الحلق بما يكفي للتسبُّب بانسداد مجرى التنفُّس بشكلٍ كامل، وتُسمَّى الحالةُ بانقطاع النفس عندما يحدث انسدادٌ في مجرى الهواء لمدة 10 ثوانٍ أو أكثر.
انقطاع نَفَس جزئي hypopnea، حيث يحدث انسدادٌ جزئي في مجرى الهواء، ممَّا يؤدِّي إلى انخفاض جريان الهواء بنسبةٍ تتجاوز 50% لمدة 10 ثوانٍ أو أكثر.
وبما أنَّ الكثيرَ من الأشخاص يُعانون من نوبات انقطاع النفس الجزئي والكامل في نفس الوقت، فإنَّ الأطباءَ يُفضِّلون تسمية الحالة بمتلازمة انقطاع النَّفَس الانسدادي النومي الجزئي أو الكامل obstructive sleep apnoea-hypopnoea syndrome (OSAHS) في بعض الأحيان.
يُميِّزُ مصطلحُ "انسدادي Obstructive" انقطاعَ النفس الانسدادي النومي عن الحالات الأكثر نُدرةً من انقطاع النفس النومي، مثل انقطاع النفس النومي المركزي central sleep apnoea، والذي ينجم عن عدم قيام الدماغ بإرسال إشاراتٍ لعضلات التنفس في أثناء النوم.


ما الذي يحدث عند الإصابة بانقطاع النفس الانسدادي النومي؟
قد يُعاني الأشخاصُ المصابون بانقطاع النفس الانسدادي النومي من حدوث نوباتٍ متكرِّرة من انقطاع النفس الجزئي أو الكامل خلال الليل.
ويؤدِّي نقصُ الأكسجين الحاصل خلال النوبة إلى تحفيز الدماغ للانتقال من مرحلة النوم العميق deep sleep  إلى مرحلة النوم الخفيف أو إلى الاستيقاظ، وذلك ريثما يُفتَحُ مجرى الهواء مجدَّداً وتعود عمليةُ التنفُّس إلى طبيعتها.
وقد تحدث نوباتٌ أخرى من انقطاع النفس الجزئي أو الكامل بعدَ الاستغراق مجدَّداً في النوم العميق. كما قد تحدث هذه النوباتُ كلَّ دقيقة أو دقيقتين تقريباً في أثناء الليل في الحالات الشديدة.
يكون صوتُ شخير معظم الأشخاص المصابين بانقطاع النَّفَس الانسدادي النومي مرتفعاً. وقد يكون تنفُّسُهم صعباً ومزعجاً، وغالباً ما يحدث فيه انقطاعٌ بالشخير أو اللهاث عندَ كلِّ نوبةٍ من انقطاع النَّفَس.
قد تؤدِّي هذه الانقطاعاتُ المتكرِّرة في النوم إلى شعور الشخص بالتعب الشديد في أثناء النهار. ولا يتذكَّر الشخصُ حدوثَ انقطاع النفس لديه عادةً، لذلك فقد لا يكون مُدركاً لإصابته بهذه الحالة ما لم يلاحظ الزوج أو الزوجة أو أحد أفراد الأسرة حدوثَ هذه الأعراض خلال نومه.


متى ينبغي طلبُ المساعدة الطبية؟
يجب مراجعةُ الطبيب عند الشكِّ بوجود انقطاع النَّفَس الانسدادي النومي، حيث يمكنه التحرِّي عن أسبابٍ محتملة أخرى لظهور هذه الأعراض، كما يمكنه الترتيب لإجراء تقييم للنوم في المركز المختصّ بذلك.


أسباب انقطاع النَّفَس الانسدادي النومي
يُعدُّ حدوثُ استرخاء وانخماص collapse بسيط في العضلات والأنسجة الرخوة في الحلق خلال النوم من الحالات الطبيعية.
ولا يتسبَّبُ هذا بحدوث مشاكلَ في التنفس عند معظم الأشخاص، ولكنَّ الأشخاصَ المصابين بانقطاع النفس الانسدادي النومي يُعانون من تضيُّق المجاري التنفسيَّة نتيجةَ عددٍ من العوامل، مثل:
وجود زيادة في الوزن أو بدانة.
الطول الزائد للرقبة.
استعمال أدوية ذات تأثير مُهدِّئ، مثل أقراص النوم sleeping tablets.
وجود بنية غير طبيعية في الرقبة، مثل تضيُّق المجاري الهوائية، أو ضخامة اللوزتين أو الغُدَّانيَّات adenoids أو اللسان، أو صِغَر حجم الفكِّ السفلي.
التدخين أو تناول الكحول، وخصوصاً قبلَ الذهاب إلى النوم.


الأشخاصُ المعرَّضون لانقطاع النَّفَس الانسدادي النومي
يُعدُّ انقطاعُ النَّفس الانسدادي النومي من الحالات الشائعة نسبيَّاً والتي تُصيب الرجالَ أكثرَ من النساء.
تحدث معظمُ الحالات عندَ الأشخاص الذين تتراوح أعمارُهم بين 30-60 عاماً،  رغم أنَّها قد تصيبُ الأشخاصَ من جميع الأعمار، بما فيهم الأطفال.
وتُشير التقديراتُ في المملكة المتحدة مثلاً إلى إصابة حوالي 4% من الرجال في منتصف أعمارهم تقريباً، و 2% من النساء في منتصف أعمارهنَّ تقريباً بانقطاع النفس الانسدادي النومي.
وما دام أنَّ الشخصَ المُصابَ بهذه الحالة قد لا يُلاحظُ وجودَها بنفسه، لذلك يُحتملُ أن يشفى منها دون تشخيصها غالباً.


معالجة انقطاع النَّفَس الانسدادي النومي
يُعدُّ انقطاعُ النفس الانسدادي النومي من الحالات القابلة للعلاج، حيث توجد عدَّةُ خياراتٍ علاجيَّة يمكنها التخفيفُ من الأعراض.
وتتضمَّن خياراتُ معالجة انقطاع النفس الانسدادي النومي ما يلي:
إجراء تغييرات في نمط الحياة، كالتخلُّص من الوزن الزائد أو إيقاف تناول الكحول.
استعمال جهاز ضغط المجرى الهوائي الإيجابي المستمرّ continuous positive airway pressure (CPAP) device ، حيث تقوم هذه الأجهزةُ بمنع انسداد المجاري الهوائية في أثناء النوم من خلال توفير إمدادات مستمرَّة من الهواء المضغوط عبرَ القناع.
استعمال جهاز تقدُّم الفك السفلي mandibular advancement device (MAD)؛ ويتكوَّن هذا الجهازُ من مادة صمغيَّة شبيهة بالدرع تُلَفُّ أو تُوضَع حولَ الأسنان، تعمل على دفع الفكِّ واللسان إلى الأمام لزيادة الحيِّز المتاح في الجزء الخلفي من الحلق في أثناء النوم.
وقد يكون إجراءُ عمليَّةٍ جراحيَّة خياراً علاجيَّاً عند الاعتقاد بأنَّ انقطاعَ النفس الانسدادي النومي ناجمٌ عن وجود مشكلة عضويَّة يمكن تصحيحُها جراحيَّاً، مثل وجود بنية رقبية داخليَّة غير طبيعيَّة.
لكنَّ إجراءَ عملية جراحيَّةٍ يكون غيرَ مناسبٍ بالنسبة لمعظم الأشخاص، ويمكن اللجوءُ إليه كخيارٍ أخير عندَ فشل المعالجات الأخرى فقط.


المآل
قد تساعد المعالجاتُ السابقة على ضبط أعراض انقطاع النفس الانسدادي النومي غالباً، رغم أنَّه من الضروري استعمالُ العلاج طوالَ الحياة في معظم الحالات.
وقد يكون للإصابة بهذه الحالة تأثيرٌ كبير في نوعية حياة الشخص إذا لم تُعالَج، فقد تتسبَّبُ بحدوث بعض المشاكل، كانخفاض مستوى الأداء في العمل والمدرسة، وحدوث توتُّر في العلاقات مع الآخرين.
كما قد يؤدِّي الضبطُ السيِّئ لانقطاع النفس الانسدادي النومي إلى زيادة مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، والتسبُّب بوقوع حادث خطير ناجم عن الإرهاق (مثل حادث سيارة)، والإصابة بسكتة دماغية أو نوبة قلبية، وحدوث اضطراب في نَظم القلب irregular heartbeat (كالرجفان الأذيني  atrial fibrillation).


الوقايةُ من انقطاع النَّفَس الانسدادي النومي
ليس بالإمكان الوقاية من الإصابة بانقطاع النَّفَس الانسدادي النومي دائماً، إلاَّ أنَّ إجراءَ تغييرات معيَّنة في نمط الحياة قد يُقلِّلُ من مخاطر الإصابة بهذه الحالة. مثل:
إنقاص وزن الشخص البدين.
الامتناع عن تناول الكحول.
الامتناع عن التدخين.
تجنُّب استعمال الأقراص المنوِّمة والمُهدِّئة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق