الأربعاء، 7 ديسمبر 2016

فرطُ ضغط الدم الرئوي



فرطُ ضغط الدم الرئوي

 أو ارتفاعُ ضغط الدم الرئوي pulmonary hypertension هو ازديادُ ضغط الدم داخل الشرايين الرئويَّة، وهي الأوعيةُ الدموية التي تزوُّد الرئتين بالدم.
ارتفاعُ ضغط الدم الرئوي حالةٌ صحِّية مهمَّةٌ قد تضرُّ بالجانب الأيمن من القلب، ممَّا يُقلِّلُ من كفاءة القلب في ضخِّ الدم إلى أنحاء الجسم، ووصول الأكسجين إلى العضلات.
وتنطوي أعراضُ ارتفاع ضغط الدم الرئوي على ما يلي:
* ضيق النفس.
* الشعور بالإرهاق.
* الشعور بالإغماء أو بالدوخة.
* ذبحة صدرية.
* خفقان القلب.
* تورُّم الساقين والكاحلين.


ماذا يحدث عند ارتفاع ضغط الدم الرئوي؟
يجري الدمُ من الجانب الأيمن من القلب عبر الشرايين الرئوية لدى الشخص السليم، ليلتقطَ الأكسجين عند وصوله إلى الرئتين.
يعود الدمُ الغني بالأكسجين من الرئتين إلى الجانب الأيسر من القلب ليضخَّه في جميع أنحاء الجسم إلى العضلات، حيث توجد الحاجةُ إلى الأكسجين.
ويزداد الطلبُ على الأكسجين في أثناء ممارسة الرياضة أو الجهد البدني، لذلك تزداد سرعةُ ضربات القلب وتتَّسع الشرايين الرئويَّة عادةً للسماح بجريان كميةٍ إضافيَّة من الدم عبرها إلى الرئتين.
لكنَّ وجودَ ارتفاعٍ في ضغط الدم الرئوي يعني أنَّ جدران الشرايين الرئوية تصبح سميكة ومتيبِّسة، ممَّا يجعل من الصعب عليها أن تتمدَّدَ للسماح بجريان المزيد من الدم عبرها. وبدلاً من ذلك، فقد تحدث إعاقةٌ في الشرايين الرئوية ببسبب الجلطات الدموية، والتي يمكنها عرقلة جريان الدم أيضاً.
يُقلِّلُ انخفاضُ جريان الدم من قدرة الجانب الأيمن من القلب على ضخِّ الدم عبر الشرايين، ممَّا يعني أنَّ هذا الجزءَ من القلب سوف يبذل جهداً أكبر للقيام بوظيفته.
وإذا استمرَّ العمل المُجهد في الجانب الأيمن من القلب، فقد يَضعُفُ بشكلٍ تدريجي، ممَّا يُقلِّلُ من كفاءته في ضخِّ الدم، وقد يؤدِّي إلى الإصابة بفشل القلب heart failure.


الأشخاص المُعرَّضون لارتفاع ضغط الدم الرئوي
ليس هناك ارتباطٌ بين ارتفاع الضغط الرئوي وعمر الشخص، رغم أنَّ بعضَ أنواعه يكون أكثرَ شيوعاً عند النساء الشابَّات.


متى ينبغي مراجعة الطبيب؟
قد يستغرق التشخيصُ الصحيح لارتفاع ضغط الدم الرئوي وقتاً طويلاً في بعض الأحيان، لأنَّ أعراضَه مشابهةً لأعراض الكثير من الحالات الرئوية والقلبية الأخرى.
إلاَّ أنَّ ارتفاعَ ضغط الدم الرئوي هو حالةٌ خطيرة، لذلك فمن الضروري مراجعةُ الطبيب عند المعاناة من تلك الأعراض.
يسأل الطبيبُ عن الأعراض وعن التاريخ الصحي للشخص، وقد يُجري فحصاً سريريَّاً.
يمكن إجراءُ اختبارات لنحرِّي سلامة القلب والشرايين الرئوية، مثل تخطيط صدى القلب echocardiogram (أحد أنواع التصوير بالأمواج فوق الصوتية) وتخطط كهربائية القلب electrocardiogram (الذي يختبر النَّظم الكهربائيّ للقلب).


معالجة ارتفاع ضغط الدم الرئوي
ارتفاعُ ضغط الدم حالةٌ خطيرةٌ تتفاقم بشكلٍ تدريجي عادةً. وقد يؤدي عدمُ علاجها إلى حدوث فشلٍ في القلب، والذي قد يكون مميتاً.
وإذا كان ارتفاعُ الضغط الرئوي ناجماً عن حالةٍ موجودة مسبقاً، فينبغي عندها معالجةُ الحالة الكامنة أوَّلاً؛ فقد يمنع هذا حدوثَ ضررٍ دائمٍ في الشرايين الرئوية في بعض الحالات.
عندما يكون الشخصُ مصاباً بأحد أنواع ارتفاع ضغط الدم الرئوي، والذي يثدعى ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي pulmonary arterial hypertension (PAH)، يُحوَّل إلى مركزٍ مختصٍّ في معالجة هذه الحالة.
يمكن استعمالُ عدَّة أدوية في معالجة ارتفاع ضغط الدم الرئوي. وقد يوصَى باستعمال الأدوية المضادَّة للتخثر anticoagulant medicines والأدوية المُدرَّة للبول diuretics في بداية المعالجة. كما قد يُوصفُ في وقتٍ لاحق عددٌ من الأدوية الأخرى.
وقد تُوصفُ المعالجة المنزليَّة بالأكسجين home oxygen therapy لبعض الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي.


المآل
قد تؤثِّر أعراضُ ارتفاع الضغط الرئوي، مثل عُسر التنفُّس breathlessness، بشكلٍ كبيرٍ في نوعية الحياة، حيث قد يعجز الشخصُ عن الاستمرار في ممارسة نشاطاته اليومية. ولذلك، من الضروري أن يبدأ العلاج في أسرع وقتٍ ممكن لتحسين الأعراض.
يختلف مآلُ الحالة بين الأشخاص باختلاف بعض العوامل، مثل مدى سرعة تشخيص الحالة وشدَّة الأعراض ووجود إصابة بحالةٍ صحيةٍ كامنةٍ أخرى.
لكنَّ مآلَ ارتفاع الضغط الرئوي قد تحسَّن مع استعمال أدويةٍ جديدة خلال الـسنوات العشرين الماضية، وأصبح بمقدور الأشخاص أن يعيشوا حياةً أطولَ بمشيئة الله تعالى.

0 التعليقات:

إرسال تعليق