الاثنين، 19 ديسمبر 2016

الأنفلونزا


الأنفلونزا 

flu (influenza) مرضٌ فيروسيٌّ مُعدٍ شائع، ينتشر من خلال السُّعال والعطاس. وقد يكون شديدَ الإزعاج، إلاَّ أنَّ شدَّةَ المرض تبدأ بالتحسُّن عادةً خلال أسبوع تقريباً.
يمكن أن تحدثَ عدوى الأنفلونزا طوالَ أيَّام السنة، ولكن من الشائع أن تحدثَ خلال فصل الشتاء، وهذا هو سبب تسميتها "بالأنفلونزا الموسميَّة seasonal flu" أيضاً.
يوجد اختلافٌ بين الأنفلونزا والزُّكام  common cold، لأنَّ الأنفلونزا تنجم عن العدوى بمجموعةٍ مختلفة من الفيروسات، وتبدأ أعراضُها بالظهور بشكلٍ مفاجئٍ أكثر، وتكون شدَّةُ الإصابة بها أكبرَ، وتستمرُّ لفترةٍ أطول.
وفيما يلي بعض الأعراض الرئيسية للأنفلونزا:
ارتفاع درجة حرارة الجسم (حمَّى fever) إلى 38 درجة مئوية أو أكثر.
الإرهاق والضَّعف.
الصداع.
الشعور بآلام وأوجاع عامَّة.
سعال جاف.
كما يمكن أن تظهرَ أعراضٌ شبيهةٌ بأعراض الزكام، كانسداد أو سيلان الأنف runny nose والعطاس sneezing والتهاب الحلق sore throat، نتيجة الإصابة بالأنفلونزا؛ ولكنَّ هذه الأعراضَ تكون أقلَّ شدَّةً من الأعراض السابقة الأخرى.
قد تؤدِّي الأنفلونزا إلى شعور الشخص بالإنهاك والتَّوعُّك الشديدين، إلى درجةٍ تستدعي ملازمةَ الفِراش والاستراحة حتى الشعور بتحسُّن الحالة.


الإجراءات التي ينبغي القيام بها
ليس هناك ضرورةٌ لمراجعة الطبيب إذا ظهرت عندَ الشخص أعراضٌ شبيهة بالأنفلونزا، وكان يشعرُ بصحَّةٍ وعافية.
يكون العلاجُ الأفضل لهذه الحالة هو الاستراحة في المنزل، مع المحافظة على البقاء دافئاً، وشرب الكثير من الماء لتجنُّب الإصابة بالتجفاف dehydration. كما يمكن استعمالُ باراسيتامول أو إيبوبروفين لخفض درجة الحرارة المرتفعة، وتخفيف الآلام عند الضرورة.
ينبغي تجنُّبُ الذهاب إلى العمل أو المدرسة حتى تحسُّن الحالة، ويستغرق هذا حوالي أسبوع عندَ معظم الأشخاص.


متى ينبغي مراجعة الطبيب؟آلية عمل الدواء
يجب الاهتمامُ بمراجعة الطبيب في الحالات التالية:
عمر المريض 65 عاماً أو أكثر.
وجود حمل.
وجود حالة صحِّية طويلة الأمد، مثل داء السكري diabetes أو مرض القلب أو مرض رئوي أو مرض كِلوي أو مرض عصبي.
وجود ضَعف في جهاز المناعة، مثل فترات المعالجة الكيميائيَّة chemotherapy أو العدوى بفيروس العوز المناعي البشري HIV.
الشعور بألم صدري أو بضيق النَّفَس أو بصعوبة  التنفُّس، أو عند بدء خروج دم في أثناء السعال (نفث دموي).
تفاقم الأعراض بمرور الوقت، أو عدم تحسُّنها بعدَ مرور أسبوع.
قد تكون هناك ضرورةٌ لاستعمال دواءٍ في مثل هذه الحالات، سواءٌ للعلاج أو للوقاية من حدوث مضاعفات الإصابة بالأنفلونزا. وقد يَصفُ الطبيبُ أحدَ الأدوية المضادَّة للفيروسات لتخفيف شدَّة الأعراض، وللمساعدة على تسريع الشفاء.


كم تُقدَّر مدةُ الأنفلونزا وما مدى خطورتها؟
يبدأ الشخصُ المصاب بعدوى الأنفلونزا بالشعور بالمرض خلال بضعة أيَّامٍ من العدوى عادةً.
ينبغي أن يحدثَ تحسُّنٌ كبيرٌ خلال أسبوعٍ تقريباً، رغم أنَّ الشعورَ بالتعب قد يستمرُّ لفترةٍ أطول.
تبدأ ذروةُ نشر الشخص للعدوى عندَ ظهور الأعراض عادةً، ولمدَّةٍ تتراوح بين 3-7 أيَّام. وقد تستمرُّ إمكانيةُ نشر الأطفال والأشخاص، الذين يُعانون من ضَعفٍ في جهازهم المناعي، للعدوى لمدَّةٍ أطول.
يشفى معظمُ الأشخاص المصابين بهذه العدوى شفاءً كاملاً، ولا يُعانون من أيَّة مشاكل أخرى، إلاَّ أنَّ احتمالَ تفاقم حالة الأشخاص المتقدِّمين بالعمر والأشخاص الذين يُعانون من حالاتٍ صحيَّةٍ مُعيَّنةٍ طويلة الأمد تكون أكبر، كما يزداد احتمالُ حدوث مضاعفاتٍ خطيرة لديهم، مثل عدوى الصدر chest infection.


طرق الإصابة بالعدوى
تخرج فيروساتُ الأنفلونزا الموجودة ضمن ملايين القطرات الصغيرة أو القُطَيرات، التي تنتشر من أنف الشخص المصاب بالعدوى وفمه، عند سعاله أو عطاسه.
يكون مدى انتشار هذه القطيرات حوالي متر واحدٍ عادةً. وهي تبقى مُعلَّقةً في الهواء قبل أن تهبطَ على الأسطح، حيث يمكن للفيروس أن يبقى حيَّاً لمدَّةٍ تصل إلى 24 ساعة.
يمكن لأيِّ شخصٍ التقطَ من خلال تنفُّسه القطيرات المحتوية على الفيروس أن يُصاب بعدوى الأنفلونزا. كما قد تحدث العدوى من خلال لمس الأسطح التي استقرَّت عليها قطيرات العطاس أو السعال، وملامسة الشخص لتلك الأسطح، ثم لمس الأنف أو الفم.
يمكن أن تصبحَ أدواتُ الحياة اليومية في المنزل وفي الأماكن العامة ملوَّثةً بفيروس الأنفلونزا بسهولة، بما فيها الأغذيةُ ومقابض الأبواب وأجهزة التحكُّم عن بُعد والدرابزين وأجهزة الهاتف ولوحة مفاتيح الحاسوب. ولذلك، فمن الضروري غسلُ اليدين بشكلٍ متكرِّر.
يمكن أن يُصابَ الشخص بعدوى فيروس الأنفلونزا عدَّة مرات، لأنَّ هذه الفيروسات تتغيَّرُ بشكلٍ دوري، وليس لدى الجسم مقاومة طبيعيَّة للأشكال الجديدة من هذه الفيروسات.


الوقاية من انتشار الأنفلونزا
يمكن أن يَحُدَّ الشخصُ من إصابته بالعدوى أو من نقلها للآخرين من خلال الالتزام بقواعد النظافة الجيدة؛ حيث ينبغي غسلُ اليدين بالماء الدافئ والصابون بشكلٍ منتَظم، بالإضافة إلى:
تنظيف الأسطح بانتظام، مثل لوحة مفاتيح الكمبيوتر والهاتف ومقابض الأبواب، وذلك للتخلُّص من الجراثيم.
استعمال المناديل الورقية لتغطية الفم والأنف عندَ السعال أو العطاس.
وضع المناديل الورقية المستعملة في سلَّة المهملات بأسرع وقتٍ ممكن.
كما يمكن المساعدةُ على الحدِّ من انتشار الأنفلونزا من خلال تجنُّب التواصل غير الضروري مع الأشخاص الآخرين خلال فترة العدوى، حيث ينبغي عدمُ الذهاب إلى العمل أو المدرسة حتَّى الشعور بالتحسُّن.
ينبغي أن يستعملَ الأشخاصُ المُعرَّضون لخطر أكبر للإصابة بالأنفلونزا لقاحَ الأنفلونزا السنوي annual flu vaccine أو الأدوية المضادَّة للفيروسات، والتي تساعد على الحدِّ من خطر العدوى.


لقاح الأنفلونزا
يجب استعمالُ لقاح الأنفلونزا flu vaccine عندَ الفئات التالية:
الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم 65 عاماً.
النساء الحوامل.
الأشخاص شديدو البدانة (ممَّن تجاوز مؤشِّر كتلة الجسم لديهم 40).
الأطفال والبالغون الذين يُعانون من حالةٍ صحيَّةٍ كامنة (وخصوصاً مرض القلب المزمن disease long-term heart   أو المرض الرئوي).
الأطفال والبالغون الذين يُعانون من ضَعفٍ في جهاز المناعة.
كما يمكن استعمالُ لقاح الأنفلونزا السنوي والمُصنَّع على شكل بخَّاخٍ أنفي عندَ الأطفال الأصحَّاء، والذين تتراوح أعمارهم بين 3-4 سنوات، وكذلك للأطفال في سنوات الدراسة الأولى والثانية أيضاً.
يُعَدُّ فصلُ الخريف الفترةَ المناسبة لاستعمال اللقاح، وذلك خلال الفترة بين شهر أيلول/سبتمبر وأوائل شهر تشرين الثان/نوفمبر.
ينبغي أن يحصلَ الشخصُ على لقاحٍ ضدَّ الأنفلونزا سنوياً حتى يبقى مُحصَّناً من الإصابة بها، ذلك أنَّ الفيروساتِ المُسبِّبةَ للأنفلونزا تتغيَّر سنويَّاً.

0 التعليقات:

إرسال تعليق