الثلاثاء، 20 ديسمبر 2016

مضادات الأكسدة



 مضادات الأكسدة

 كثيرة وتصنف بعدة طرق، كما وأن بعضا منها يصنع في الجسم فقط وبعضها نحصل عليه في غذائنا. هناك الكثير من المكملات المتوفرة في الصيدليات والتي تحتوي على مضادات للأكسدة بصورة نقية غير أن الأبحاث الجديدة لا تدعم استعمالها في أغلب الأحيان حيث تبين أن لها الكثير من المشاكل إلا في حالات محددة عند وجود حاجة لها. وتبين أن الأفضل هو الحصول عليها بصورتها المعقدة في الطعام حيث تكون موجودة مع عدد كبير من المركبات والمغذيات التي تكملها وتقوي تأثيرها وتعادل أي ضرر محتمل منها. يمكنكم قراءة الجزء الأول لفهم مضادات الأكسدة هنا قبل أن تكملوا هذا المقال. 

ممكن أن تصنف مضادات الأكسدة إلى ذائبة في الماء أو ذائبة في الدهن 

كل منها مهم للحفاظ على خلايا الجسم، لأن داخل الخلايا ومحيطها مثل الدم مثلا يتكون من وسط مائي، أما غشاء الخلايا فيتكون غالبا من الدهون. وبما أن الجذور الحرة يمكنها أن تهاجم الوسط المائي أو الدهني فمن المهم الحصول على هذين النوعين من مضادات الأكسدة.

أمثلة على المضادات الذائبة في الدهن: فيتامين A، فيتامين E، الكاروتينات carotenoids، وحامض الليبويك lipoic acid. وأمثلة على المضادات الذائبة في الماء: فيتامين C، البوليفينول polyphenols، والجلوتاثيون glutathione.

تصنيف آخر بحسب ما إذا كان لهم فعل إنزيمي أو لا:

المضادات الإنزيميةEnzymatic antioxidants : وهذه تحطم من خلال عملية تحتاج إلى العديد من المعادن مثل الزنك والنحاس الجذور الحرة وتتخلص منها. هناك عدة أنواع منها ولا يمكن أن تجدها في المكملات فهي تصنع من قبل الجسم فقط.

مضادات الأكسدة غير الأنزيمية Non-enzymatic antioxidants : وهذه فائدتها في قطع سلسلة تفاعلات الجذور الحرة. بعض الأمثلة مثل الكاروتينات وفيتامين C، فيتامين E، البوليفينول النباتي، والجلوتاثيون (GSH). معظم مضادات الأكسدة الموجودة في المكملات الغذائية والأطعمة غير أنزيمية، ولكنها توفر الدعم لمضادات الأكسدة الأنزيمية عن طريق القيام "بالاجتياح الأول أوfirst sweep " على الجذور الحرة. هذا يساعد على عدم نضوب مضادات الاكسدة الأنزيمية التي يصنعها الجسم. 

ويمكن أيضا لمضادات الاكسدة أن تصنف من حيث الحجم:

مضادات الأكسدة الصغيرة الحجم: وهذه تعمل على معادلة أنواع الاكسجين التفاعلية والتخلص منها. من أهمها الفيتامينات C و E، الجلوتاثيون، حمض ليبويك، الكاروتينات، وCoQ10.

مضادات الأكسدة البروتينية الكبيرة: وهذه تشمل نوع من البروتينات تسمى "البروتينات الأضاحي أو sacrificial proteins " التي تمتص مركبات الأكسجين التفاعلية و"تأخذ هي الرصاصة! أي تقضي على نفسها" حتى تمنعهم من مهاجمة البروتينات الضرورية والإنزيمات والحامض النووي في الجسم. من الأمثلة على هذه البروتينات الأضاحي الألبومين albumin. 

من أهم مضادات الأكسدة: 

ملاحظة: رجاء لا تخافوا من الأسماء هذه القائمة هي فقط للعلم وليس للحفظ!! الحقيقة أنه يمكن أن تروا أي من هذه المركبات كمكمل غذائي في الصيدلية فمن الجيد المعرفة بها والعودة للمقال كمرجع لو احتجتم غير أن الأبحاث الجديدة كما قلت لا تدعم أخذها عن طريق المكملات إلا في حالات معينة تستلزم ذلك. 



Glutathione الجلوتاثيون: المعروف بأنه مضاد الأكسدة الأقوى في الجسم، موجود في كل خلية واحدة من الجسم. يطلق عليه اسم " master antioxidant" لأنه يوجد داخل كل الخلايا، ولديه قدرة فريدة لتحسين آداء جميع مضادات الأكسدة الأخرى، بما في ذلك الفيتامينات C وE، CoQ10، ألفا ليبويك...

الوظيفة الأساسية للجلوتاثيون هي حماية خلايا الجسم والميتوكوندريا "مركز استخلاص الطاقة في الخلية" من الأكسدة والتلف. وهو ضروري لإزالة السموم، استخدام الطاقة، منع الأمراض التي نقرنها بالشيخوخة، ويحمي من الآثار الضارة للإشعاع والمواد الكيميائية والملوثات البيئية.

قدرة الجسم على إنتاج الجلوتاثيون تتناقص مع الشيخوخة. ومع ذلك، هناك المواد الغذائية التي يمكن أن تعزز إنتاج الجلوتاثيون، مثل بروتين مصل اللبن "whey protein"، الكركم، ومنتجات الألبان الخام، والبيض واللحوم من حيوانات معتمدة في طعامها على العشب.



ألفا حمض الليبويك  (ALA): بالإضافة إلى قدرته على كسح الجذور الحرة، فهو أيضا مهم:

للحد من الالتهابات

للتخلص من المعادن الثقيلة

لزيادة الحساسية إلى الأنسولين وبالتالي تعديل سكر الدم

ALA هو أحد مضادات الأكسدة القليلة التي يمكن نقلها بسهولة إلى الدماغ، وبالتالي ممكن أن يفيد الأشخاص الذين يعانون من أمراض الدماغ، مثل مرض الزهايمر. ALA يمكنه أيضا تجديد غيره من مضادات الأكسدة، مثل الفيتامينات C و E والجلوتاثيون. وهذا يعني أنه إذا نضبت هذه المضادات للاكسدة من الجسم فيمكن أن يساعد ALA على تجديدهم.



Carotenoids الكاروتينات: وهذه عبارة عن أصباغ طبيعية مسؤولة عن اللون الزاهي المميز لبعض الأغذية مثل الفاكهة والخضراوات. هناك أكثر من 700 من الكاروتينات موجودة بشكل طبيعي، ويمكن تصنيفها إلى مجموعتين:

الكاروتينات التي لا تحتوي على ذرات الأكسجين. أمثلة عليها: الليكوبين (الموجود في الطماطم الحمراء) وبيتا كاروتين (في الجزر البرتقالي)، والتي يتم تحويلها من قبل الجسم إلى فيتامين A.

Xanthophylls تحتوي على ذرات الأكسجين، وتشمل اللوتين lutein ، canthaxanthin ، zeaxanthin,  و astaxanthin. zeaxanthin هو الكاروتينويد الأكثر شيوعا ويوجد في الفلفل والكيوي والذرة والعنب والكوسا والبرتقال.



Astaxanthin تستحق لوحدها المزيد من الضوء: على الرغم من أنه من الناحية العملية يعتبر كاروتينويد، ولكنه يستحق اهتماما خاصا نظرا لفوائده الغذائية الرائعة. Astaxanthin هو كاروتينويد بحري تنتجه بعض الطحالب Haematococcus pluvialis عندما تجف إمداداتها من المياه لحماية نفسها من الأشعة فوق البنفسجية، ويعتبر سمك السلمون الأحمر من نوع ألاسكا الذي يصطاد في المياه الحرة مصدرا كبير لهذا المضاد.



وAstaxanthin قوي جدا من حيث قدرته على التخلص من الجذور الحرة، فهو أقوى 65 مرة من فيتامين C، و54 مرة من بيتا كاروتين، و14 مرة من فيتامين E. ومثل حمض الليبويك، يمكنه أيضا عبور حاجز الدم في الدماغ، وحاجز الدم في شبكية العين بينما البيتا كاروتين والليكوبين لا يستطيعان.

Astaxanthin هو أيضا أكثر فعالية من الكاروتينات الأخرى ضد نوع خاص من الأكسدة يسمى " singlet oxygen quenching " تتسبب فيه أشعة الشمس و بعض المواد العضوية. وله فوائد أخرى كثيرة مثل:

دعم الجهاز المناعي

تحسين صحة القلب والأوعية

حماية العيون من إعتام عدسة العين، الضمور البقعي، والعمى

حماية الدماغ من الخرف والزهايمر

الحد من خطر أنواع مختلفة من السرطان

تعزيز الانتعاش من إصابات الحبل الشوكي وغيرها من إصابات الجهاز العصبي المركزي

الحد من الالتهابات الناجمة عن مختلف الأسباب، بما في ذلك التهاب المفاصل والربو

تخفيف عسر الهضم والحموضة

يساعد على استقرار نسبة السكر في الدم، وبالتالي حماية الكليتين

زيادة قوة الحيوانات المنوية وعدد الحيوانات المنوية وتحسين الخصوبة

المساعدة على منع حروق الشمس والحماية من آثار الإشعاع

الحد من الضرر التأكسدي على الحامض النووي DNA

الحد من أعراض الأمراض مثل التهاب البنكرياس، والتصلب المتعدد، ومتلازمة النفق الرسغي، والتهاب المفاصل الروماتويدي، مرض باركنسون، والأمراض العصبية.

  

CoQ10 (Ubiquinone): والتي يمكن استخدامه من قبل كل خلية في الجسم، ويتم تحويله من CoQ10 إلى الصورة الفعالة منه وهي ubiquinol. ويخضع CoQ10 للآلاف من الدراسات. بالإضافة إلى حماية الجسم من الجذور الحرة، فهو:

يساعد في إنتاج الطاقة لخلايا الجسم

ضروري لصحة القلب، الجهاز المناعي، والجهاز العصبي

يساعد على تقليل علامات الشيخوخة

يساعد في الحفاظ على مستويات ضغط الدم ضمن الحد الطبيعي

وهو معروف بأنه ينضب في حالة أخذ أدوية الكوليسترول statins وبالتالي يحتاج إلى تعويضه للتقليل من مضاعفات هذه الأدوية.



Resveratrol ريسفيراترول: يوجد في بعض الفواكه خصوصا العنب الذي يحتوي على نسبة عالية منه والخضراوات والكاكاو. وهذا المضاد يمكنه عبور حاجز الدم في الدماغ وتوفير الحماية للدماغ والجهاز العصبي.

ريسفيراترول ممكن أن يكون فعال جدا في درء الأمراض المتصلة بالشيخوخة. وبالإضافة إلى توفير الحماية من الجذور الحرة ممكن أن يساعد في:

منع انتشار مرض السرطان، خاصة سرطان البروستاتا

خفض ضغط الدم

الحفاظ على صحة القلب ومرونة الأوعية الدموية

تعديل رد الفعل للالتهابات

منع مرض الزهايمر



فيتامين C: لفيتامين C مجموعة كبيرة من الفوائد الصحية المدهشة. وهو بالإضافة إلى أنه مضاد قوي للأكسدة عن طريق منح إلكترون لمركبات الأكسجين شديدة التفاعل وبالتالي حماية البروتينات والدهون والمكونات الأخرى في الجسم فهو ضروري لتقوية المناعة ولتخليق الكولاجين، وهو عنصر هيكلي هام في العظام والأوعية الدموية والأوتار، والأربطة أيضا ومهم لصحة الجلد أيضا.

يمكنك الحصول على فيتامين C عن طريق أكل الخضار والفواكه الطازجة خصوصا الحمضيات، وبالنسبة للمكملات المنتشرة فهي مصنعة وليست طبيعية ولا أنصح باستهلاكها باستمرار "ربما أثناء فترات المرض فقط لتقوية المناعة".



فيتامين E: لعلك لا تعلم أن فيتامين E الطبيعي عبارة عن أسرة مكونة من ثمانية مركبات مختلفة: أربعة من التوكوفيرول tocopherols وأربعة من توكوتريينول tocotrienols. يمكن الحصول على جميع هذه المركبات من فيتامين E من نظام غذائي متوازن يتكون من أطعمة صحية كاملة. أما عن طريق المكملات فلا تحصل إلا على نوع واحد من الأنواع الثمانية.



0 التعليقات:

إرسال تعليق