الاثنين، 19 ديسمبر 2016

الانصمامُ الرئوي




الانصمامُ الرئوي

 pulmonary embolism هو انسدادٌ في الشِّريان الرئوي pulmonary artery؛ والشِّريانُ الرئوي هو الوعاءُ الدموي الذي يجري عبره الدم من القلب إلى الرئتين.
يمكن أن يكونَ هذا الانسدادُ - وهو جلطة دمويةً blood clot عادةً - مُهدِّداً للحياة، لأنَّ بإمكانه منع وصول الدم إلى الرئتين.
قد يصعُبُ تمييزُ أعراض الانصمام الرئوي في بعض الأحيان، لأنَّها قد تختلف بين الأشخاص؛ إلاَّ أنَّ الأعراضَ الرئيسية تتضمَّن ما يلي:
* الشعور بألم في الصدر، يكون حادَّاً وطاعناً، وقد يتفاقم بالشهيق.
* ضيق النفس، حيث قد يحدث بشكلٍ مفاجئ أو يتزايد تدريجيَّاً.
* السعال؛ ويكون جافَّاً عادةً، إلاَّ أنَّه قد يكون مُدمَّى أو يخرج معه مخاطٌ ممزوج بالدم.
* شعور بالإغماء أو بالدوخة أو فقدان الوعي.
يجب مراجعةُ الطبيب في أسرع وقتٍ ممكن عندَ ظهور أكثر من عَرَضٍ من هذه الأعراض.
أمَّا إذا كانت الأعراضُ شديدةً جدَّاً، يجب الاتصال بالطوارئ مباشرةً لطلب الإسعاف.


أسباب الانصمام الرئوي
ينجم الانصمامُ الرئوي عن انتقال جلطة دمويَّة من أحد الأوردة العميقة في الساقين إلى القلب والرئتين غالباً.
تُعرَف الجلطةُ الدمويَّة في أحد أوردة الساقين العميقة بخُثار الوريد العميق deep vein thrombosis (DVT). وقد يكون سببُ حدوث خُثار الوريد العميق غير واضح، إلاَّ أنَّه يحدث بعدَ انقضاء فترات طويلة من قلة النشاط غالباً، كالطيران لفترات طويلة أو البقاء لفترة طويلة في المستشفى.
كما قد يحدث خُثار الوريد العميق خلال فترة الحمل أو نتيجةً لبعض الحالات الصحيَّة، كالسرطان أو فشل القلب، أو عندَ حدوث ضرر في جدار أحد الأوعية الدموية.


تشخيص الانصمام الرئوي
قد يكون من الصعب تشخيصُ الانصمام الرئوي لتشابه أعراضه مع أعراض الكثير من الحالات الأخرى، إلاَّ أنَّ تشخيصَ الحالة ينبغي أن يكونَ صحيحاً، لأنَّ معالجة الانصمام الرئوي ليست سهلة دائماً، وقد يُسبِّبُ العلاج المُستَعمل ظهورَ آثار جانبيَّة.
يمكن أن يفيدَ إجراء عددٍ من الاختبارات في كشف إصابة بالانصمام الرئوي أو في استبعاد الأسباب الأخرى للأعراض؛ فمثلاً، يمكن إجراء صورة بالأشعة السينية X-ray للصدر أو إجراء اختبارات للتَّحقُّق من سلامة عمل الرئتين.


معالجة الانصمام الرئوي
يُعالَج الانصمامُ الرئوي بالأدوية المضادة للتخثُّر anticoagulant medicines، حيث تعمل هذه الأدويةُ على الحدِّ من زيادة حجم الجلطة الدمويَّة في أثناء قيام الجسم بإعادة امتصاصها ببطء، وتقليل مخاطر تشكُّل جلطات أخرى.
تبدأ معالجةُ الشخص بعدَ تشخيص إصابته بالانصمام الرئوي عادةً باستعمال حقنٍ تحتوي على دواء مضادّ للتخثُّر بشكلٍ منتظم لحوالي 5 أيَّام. كما تُوصَف أقراصٍ مضادَّة للتخثُّر تسمى وارفارين warfarin لعدَّة أشهر.
وكجزءٍ من العلاج، يكون من الضروري إجراء اختباراتٍ دمويَّة بشكلٍ منتظم للتحقُّق من أنَّ جرعة الوارفارين المُستَعملة صحيحة؛ فقد يُعاني الشخص من نزفٍ إذا كانت الجرعةُ شديدة الارتفاع، وقد تتشكَّل المزيد من الجلطات إذا كانت الجرعةُ شديدة الانخفاض.
كما أنَّ الحرصَ على الحركة الدائمة يُساعد على تنشيط الدورة الدمويَّة بشكلٍ جيِّد، ويمنع تشكُّل المزيد من الجلطات الدمويَّة.


الوقاية من الانصمام الرئوي
قد يُوصى باستعمال عدَّة أساليب للوقاية من الانصمام الرئوي إذا كان الشخصُ مُعرَّضاً لخطر تشكُّل الجلطات الدمويَّة. وهي تشتمل على ما يلي:
* استعمال الأقراص المضادة للتخثُّر، كالوارفارين.
* ارتداء جوارب ضاغطة أو استعمال أجهزة ضاغطة.
* تجنُّب الفترات الطويلة لقلَّة الحركة.
* اتِّباع نمط حياة صحِّي، كالإقلاع عن التدخين (بالنسبة للمدخِّنين) واتِّباع نظام غذائي صحي متوازن قليل الدهون يشتمل على تناول الكثير من الفواكه والخضروات.

0 التعليقات:

إرسال تعليق